رغم وقف إطلاق النار.. اتهامات لإسرائيل بتزوير الحقائق واستمرار الخروقات
رغم وقف إطلاق النار.. اتهامات لإسرائيل بتزوير الحقائق واستمرار الخروقات
اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسرائيل بترويج روايات مضللة تهدف إلى التغطية على جرائمها في القطاع، عبر نشر أسماء وصور لأشخاص أحياء على أنهم من بين القتلى، وذلك في الوقت الذي يشهد فيه القطاع تصعيداً دموياً جديداً أودى بحياة 109 فلسطينيين، بينهم 52 طفلاً و23 امرأة خلال 12 ساعة فقط.
وأوضح المكتب في بيان له، اليوم الخميس، أن "السلطات الإسرائيلية نشرت قائمة تضم 26 اسماً بينها 21 صورة، زعمت أنها تعود لأشخاص قُتلوا خلال عدوانهاا الأخير"، مؤكداً أن التحقيقات أظهرت تلاعباً متعمداً في الأسماء والبيانات.
وأضاف أن القائمة "تضمنت ثلاثة أسماء غير صحيحة وغير عربية وغير واردة في السجلات الفلسطينية الرسمية، إضافة إلى أسماء وهمية لا وجود لها في الواقع".
وأشار المكتب إلى أن السلطات الإسرائيلية أدرجت أسماء أربعة أشخاص ما زالوا على قيد الحياة ولم يكونوا أصلاً في مناطق القصف، فضلاً عن إدراج أسماء مكررة بعد التلاعب في أسمائها الثلاثية لتبدو مختلفة، إلى جانب أشخاص قتلوا في أماكن وأزمنة مختلفة عن تلك التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي، معتبراً ذلك "محاولة ممنهجة لتضليل الرأي العام العالمي".
وقف إطلاق النار
وفي سياق متصل، نددت حركة حماس بتصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثوا عن "ثبات وقف إطلاق النار"، معتبرةً أن هذه التصريحات تتجاهل الخروقات اليومية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة.
وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم، إن "الحديث الأمريكي عن أن رد إسرائيل كان محدوداً ويستهدف عناصر من حماس، يغفل الحقيقة الميدانية التي تؤكد استشهاد 46 طفلاً و20 امرأة في أقل من يوم واحد".
وأضاف قاسم أن "الحديث عن التزام إسرائيل بوقف الحرب يناقض ما يحدث على الأرض من عمليات قصف متكررة تستهدف منازل المدنيين ومخيمات النزوح"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي "يواصل ارتكاب الجرائم في وضح النهار، بينما يلتزم المجتمع الدولي صمتاً مخزياً".
استهداف منازل وخيام
من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، "عودة وقف إطلاق النار في غزة"، مؤكداً أن "الاتفاق لا يزال قائماً بين الجانبين"، لكن تصريحات ترامب بدت منفصلة تماماً عن الواقع، إذ استمر القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع طوال الليل، ما أدى إلى عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن الطيران الإسرائيلي استهدف منازل سكنية وخياماً للنازحين ومدارس تؤوي عائلات مشردة، إضافة إلى ساحات عامة مزدحمة بالمدنيين، ما جعل المشهد الإنساني في غزة أكثر مأساوية.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، الرائد محمود بصل، إن "أكثر من 70% من الشهداء هم من النساء والأطفال"، مشيراً إلى أن طواقم الإنقاذ تعمل بلا توقف رغم انهيار الإمكانات بالكامل.
وأضاف بصل: "الدمار شامل، والجثث ما زالت تحت الأنقاض، وفرق الإنقاذ تعمل بأيديها لانتشال الضحايا... أين الضامنون؟ أين الوسطاء؟ أين العالم الذي وعدنا بالسلام؟".
وأكد أن الدفاع المدني يواجه نقصاً حاداً في المعدات والوقود، وأن فرق الإسعاف تعمل في ظروف بالغة الخطورة وسط استمرار الغارات، ما يجعل عمليات الإنقاذ بطيئة ومحدودة.
غزة والسلام المزعوم
رغم إعلان وقف إطلاق النار منذ العاشر من الشهر الجاري، فإن الواقع الميداني في غزة يكشف عن استمرار العدوان الإسرائيلي بأشكال متعددة، من قصف متقطع إلى هجمات متفرقة تستهدف المدنيين والممتلكات العامة.
ويرى مراقبون أن إسرائيل تحاول عبر الحرب النفسية والإعلامية تبرير جرائمها أمام المجتمع الدولي، مستفيدة من الدعم الأمريكي المتواصل والتراخي الدولي في محاسبتها.
وفي المقابل، يعيش سكان غزة حالة من الخوف والذهول بعد سلسلة من الليالي الدامية التي لم تُبقِ حجراً على حجر.










